لكل امرئ طقوسه الخاصة بالنوم، فهناك من يغمر جسده كله من قمة رأسه إلى أخمص قدميه بمستحلبات وزيوت العناية بالبشرة قبل أن يستلقي في سريره ليلا، وآخر اعتاد أن يشبك قدميه حول أحد جوانب غطاء النوم، وثالث يفضل النوم وهو مستلق على بطنه.
كثيرة إذاً هي أوضاع النوم المفضلة لدى الناس، وكان هذا موضوع مقالة للصحفية أماندا مول بمجلة (ذي أتلانتيك) الأميركية.
تقول أماندا إن معظم بني البشر يتكيفون مع عادة واحدة على الأقل من عادات النوم تكون سمة لهم. ووجود مروحة في مكان النوم هي إحدى العادات الشائعة.
وبعض الأشخاص يرتبطون بوسادة بعينها يحملونها معهم عند السفر، وآخرون يصرون على أن تتدلى أطراف أرجلهم خارج الفراش. واعتاد بعض البالغين احتضان دمى محشوة عند النوم.
وقد يبدو انتقاء الوضعية المناسبة لأطراف القدمين أو اختيار تشكيلة متنوعة من الوسائد فكرة سخيفة، لكن إذا ارتأى المرء أنه بحاجة لمثل هذه الطقوس، فإن تناسيها أو تجاهلها قد تؤثر بقدرته على الخلود للنوم، وربما تزعج من ينام بجانبه.
وتؤثر اضطرابات النوم السريرية، مثل الأرق أو انقطاع التنفس أثناء النوم، على نحو سبعين مليون أميركي، كما أن 60% من البالغين في الولايات المتحدة يشكون من مشاكل بالنوم في كل أو معظم الليالي، بحسب مقال ذي أتلانتيك.
وقد لا تكون لغرابة العادات في أوقات النوم علاقة واضحة بمثل تلك الصعوبات الشائعة، لكنها ربما تلعب دورا محوريا خفيا.
إن أحد أكبر وأهم العوامل في ابتداع طقوس للنوم يكمن في الاسترخاء والراحة، وتقول الاختصاصية في النوم الصحي ديان أوغيلي إن الأمر يتعلق بخلود المرء إلى الفراش في مكان مريح، وما يلبث أن يبدأ بتكرار تلك الطريقة ليلة بعد أخرى.
والناس ميالون بطبيعتهم إلى العودة لأوضاع النوم التي ارتاحوا إليها. وقد تلبي العادات الأخرى الاحتياجات الجسدية والنفسية الأقل وضوحا. وفي ذلك تقول أوغيلي إن “أيدينا وأقدامنا تصبو إلى الدفء، كما أن حرارة جسدنا تميل نحو البرودة عندما نخلد إلى النوم”.
وتضيف “نحن بحاجة لخفض حرارة أجسامنا حتى ننعم بالنوم”، مشيرة إلى أن كثيرا من الناس الذين يتقيدون بقواعد صارمة وجرت العادة عندهم على مد أقدامهم خارج أغطيتهم أو ارتداء جوارب عند النوم، إنما يحاولون تنظيم درجة حرارة أجسامهم.
وينطبق ذلك أيضا على أولئك الذين يضعون مروحة بجوارهم، ذلك أن لها فوائد إضافية تتمثل في كتم الأصوات الدخيلة المزعجة التي تعد عدوا للنوم حتى لو لم يستيقظ المرء من سباته ليلا ليسمعها.
وقد تساعد الطقوس في تهيئة الدماغ للنوم، إلا أن أوغيلي ترى أن الاعتياد عليها يمكن أن يصبح مرهقا ولا سيما في بيئات غير مألوفة، فأن تكون مدركا لحاجتك إلى النوم يعد واحدا من أكبر العوائق التي تحول دون الهجوع وأكثرها شيوعا.
ولا يزال العلماء لا يعرفون كثيرا عن الأسباب التي تدعو الناس إلى النوم في المقام الأول، إلا أن القدرة على فعل ذلك بانتظام تكشف كثيرا عن نوعية حياة الإنسان، كما تؤكد أماندا مول في مقالها.