في هذا التقرير -الذي نشرته صحيفة “لوبوان” الفرنسية- قالت الكاتبة كلار بوليس كوفمان إن إدارة واتساب أطلقت يوم 15 مايو/أيار الماضي تحديثا كان يفترض أن يدخل حيز التنفيذ منذ 8 فبراير/شباط، إلا أنه تم تأجيله لمدة 3 أشهر بعد أن واجه ردة فعل قوية من طرف جمهور المستخدمين.
وذكرت الكاتبة أن مستخدم تطبيق واتساب بات منذ الأسبوع الماضي أمام حتمية الاختيار بين قبول الشروط الجديدة أو رفض استعمال التطبيق، وعند القبول فإن هذا التطبيق سيشارك بعض بياناتك مع تطبيق فيسبوك، مثل الموقع الجغرافي، وعناوين اتصال أشخاص آخرين، وتاريخ عمليات الشراء التي قمت بها، والمعرف الرقمي للجهاز “آي بي” (IP)، ورقم الهاتف، في حين ستظل الرسائل محفوظة ومشفرة.
ونبهت الكاتبة إلى أن مشاركة البيانات بين فيسبوك وواتساب ممارسة معمول بها منذ عام 2014، ولكن مع شروط الاستخدام الجديدة يمكن أن تستغل هذه البيانات لأغراض تجارية.
في المقابل، عند رفض الخضوع لشروط الاستخدام الجديدة لن يتم مسح حسابك بشكل مباشر، وإنما ستكون تجربة استخدامك لتطبيق واتساب مقيدة على شبكات التواصل الاجتماعي لدرجة تجعلك في النهاية غير قادر على استخدامه، ستواصل استقبال المكالمات والإشعارات ولكنك لن تتمكن من قراءة أو إرسال الرسائل من التطبيق.
وإذا رغبت في المغادرة النهائية يمكنك بكل بساطة الدخول إلى الإعدادات، ثم إلى “حسابي” واختيار زر “حذف حسابي”، ثم متابعة التعليمات على الشاشة إلى حين تأكيد قرار الحذف.
في هذه الحالة سيتم مسح كل الرسائل بشكل نهائي ولا يمكن استرجاعها مجددا، ولكن البيانات التي تمت مشاركتها مع فيسبوك لن تمحى من خوادم الشركة إلا بعد 90 يوما.
وقد لجأت إلى هذا الخيار بعض الجهات النافذة مثل مجلس الاتحاد الأوروبي الذي قرر التخلي عن واتساب في خدمة المراسلات بين أعضائه والاستعاضة عنه بتطبيق سيغنال.
وإلى جانب هذا التطبيق، تتوفر العديد من الخيارات الأخرى التي تقوم بتشفير المراسلات وحماية الخصوصية، وهذه المسألة باتت بالغة الأهمية لأن الإحصاءات تشير إلى أن 8 من كل 10 أشخاص يعتمدون على خدمة الرسائل الهاتفية، وبشكل عام يتفقد الفرد إشعارات الرسائل 23 مرة يوميا.
حجم تسرب المعلومات والبيانات الشخصية من خلال الهواتف الذكية يجعلنا نعتبر أنه لا يوجد أي تطبيق مراسلات آمن (رويترز)
سباق عالمي
تعكس مساعي المستخدمين لاختيار تطبيقات مراسلة آمنة رغبتهم في الابتعاد عن نظام الرقابة الصارم الذي تفرضه بعض الدول مثل الحكومة الصينية بحسب التقرير، وأسلوب نهب واستغلال البيانات الشخصية الذي تعتمده الشركات الأميركية.
يقول بيير ديلونجي -الذي أطلق تطبيق المراسلات سكريد- “إن شبكة التواصل الاجتماعي وقائمة أصدقائك يمكن أن تصبح سلاحا لعرض الإعلانات، ثم نظاما للرقابة الاجتماعية، وحتى وسيلة للتلاعب بالجماهير”.
هذا السباق العالمي للظفر بثقة المستخدمين والسيطرة على مجال المراسلات الفورية هو الذي دفع شركة “مايكروسوفت” (Microsoft) لشراء تطبيق سكايب في 2011 بـ8.5 مليارات دولار، ودفع شركة فيسبوك لشراء واتساب بمبلغ 22 مليارا في 2014.
على حساب الأمن
يرى الخبير في مكافحة التحايل وتبييض الأموال وتمويل الإرهاب جون باتيست كاربانتييه أن “حجم تسرب المعلومات والبيانات الشخصية من خلال الهواتف الذكية يجعلنا نعتبر أنه لا يوجد أي تطبيق مراسلات آمن”.
لذلك، ينصح هذا الخبير بتخصيص هاتف جوال لتطبيقات المراسلة وعدم استخدامه لغايات أخرى، إذ إن هدف القراصنة وحتى الشركات التجارية ليس فقط الاطلاع على محتوى المراسلات، بل متابعة كل ما يعرض في شاشتك وكل ما تكتبه بلوحة المفاتيح.
البروتوكول مفتوح المصدر
إن فكرة البروتوكول مفتوح المصدر هي ما يفسر نجاح تطبيق تليغرام الذي يسهل تنزيله وتثبيته على الهاتف، ويعمل هذا التطبيق بالاعتماد على بروتوكول تشفير خاص به يضمن أعلى درجات الحماية للمراسلات والبيانات الشخصية.
ما هو التطبيق الأكثر أمانا؟
لمعرفة التطبيق الأكثر حفاظا على بيانات وخصوصية المستخدمين قامت الصحيفة بتشكيل لجنة من 3 خبراء فرنسيين في مجال البرمجة والسلامة المعلوماتية. وحسب آراء هؤلاء الخبراء، فإن المرتبة الأولى تذهب لتطبيق واير، والمرتبة الثانية لتطبيق سكريد، والمرتبة الثالثة لتطبيق سيغنال.
كما قدم هؤلاء الخبراء تحذيرات من استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، حيث إن كل ما ينشر على هذه الشبكات حتى لو كان سريا يمكن أن يصبح في يوم ما علنيا، لذلك يجب التعامل مع هذا الأمر بواقعية.
أما بالنسبة لاختيار كلمة السر فإن هؤلاء الخبراء ينصحون بالابتكار والإبداع، والابتعاد عن الكلمات البديهية أو الاختيارات البسيطة مثل 123456، واسم المدينة أو تاريخ الميلاد.