لا شكَّ أنَّ تصورات الآخرين عنَّا تعني لنا كثيراً، كونها تؤثر بشكل أو بآخر في مستوى تطور حياتنا المهنيَّة والاجتماعيَّة أيضاً، ووفقاً لدراسة أُستراليَّة حديثة أجراها علماء وباحثون من جامعة ملبورن، خلصت نتائجها إلى أنَّ الانطباعات الأولى للأشخاص تجاه المواد المختلفة والأشخاص تبقى لفترة طويلة، وذلك من خلال متابعة النشاط الكهربائي للمخ. ووفقاً لما توصل إليه علماء النفس اليوم فإنَّنا نحتاج مدَّة زمنيَّة قدرها 9 ثوانٍ إلى 4 دقائق فقط حتى نشكل حكماً مطلقاً على الشخص الماثل أمامنا، لذا فإنَّ الانطباعات الأولى تدوم وإن كانت مضللّة في بعض الأحيان.
الكاتب الصحفي السعودي والمتخصص في الإعلام الرقمي وتقنيات التسويق، الدكتور عبد الله المغلوث، يحدِّثنا عن بعض الخطوات البسيطة لترك انطباع ايجابي لدى الآخر منذ اللقاء الأول فيقول:
اللقاء الأول له تأثير فائق، فهو لقاء قد تثمر عنه لقاءات وفرص مستقبليَّة أو العكس فقد ينتج عنه خسارة الفرص نتيجة عدم ارتياح الطرف الآخر عنَّا، وقد كشفت الأبحاث أخيراً عن وجود العديد من العناصر، التي قد تشكل الانطباع الأول منها أنَّ 55% من لغة الجسد تؤثر في ترك التصور لدى الآخرين، فكلما أحسن الفرد استخدام لغة اليدين والجسد كان أكثر جلباً للحوز على التقدير والإعجاب، بالإضافة إلى أنَّ الأناقة والعطر والابتسامة تشكلان فارقاً كبيراً في لغة الجسد، 38% ما تُشكّله نبرة وسرعة الصوت من تأثير، 7% فقط من مضمون الحديث ما يؤثر في الآخرين، ولكي تظفري بالتصور والانطباع الايجابي منذ أول لقاء اتبع الخطوات التالية:
ـ ابحثي عن الشخص الذي ستقابله في الشبكة العنكبوتيَّة وفي شبكات التواصل الاجتماعيَّة أو أسالي عنه المقربين، فحين يشعر الشخص بأنك تعرفينه عن كثب فسيشعر بأهميته ما ينعكس على علاقتكما إيجاباً فيُبدي لك الاحترام الكبير.
ـ التزمي بالموعد، فالتأخير قد يُفقدك كثيراً وقد يجعلك تخسرين ثقة الشخص الذي ستلتقيه.
ـ الإنصات إلى الشخص الآخر في اللقاء الأول مهم أكثر من التحدُّث معه، لذا دعيه يرى نظرات الإعجاب في يديك وعينيك ولغة جسدك حينما يتحدَّث.
ـ لا تستخدمي هاتفك النقال أثناء حديث الطرف الآخر، فإذا كنت مشغولة اعتذري عن اللقاء منذ البدء.
ـ امتني واشكري الشخص بعد نهاية اللقاء لفظياً أو عبر رسالة، ذلك له أثر كبير قد لا يُدركه بعض الناس.