من فوائد السفر إلى “إشبيلية” في الربيع: المتعة بمناخ معتدل، وتنشق رائحة أزهار البرتقال والياسمين عند التنزه في الشوارع، كما المشاركة في احتفال “فيريا دي أبريل” الفلكلوري، وذلك قبل أن تصبح الشمس حارقة في أيام الصيف، وتزدحم المدينة بالسائحين!
تراوح الحرارة في “إشبيلية” بالربيع ما بين 25 و30 درجة مئوية. وينصح خبراء السياحة، في هذا الإطار، توقيت الرحلة أثناء احتفال “فيريا دي أبريل” الشعبي السنوي، الذي ينظّم من 12 إلى 17 أبريل/نيسان، للإطلاع على الفولكلور والمسيرات بالملابس الملونة وفساتين “الفلامنكو” الرائعة!
إشارة إلى أن المهرجان ينظّم في منطقة “لوس ريميديوس” بأسبانيا، على ضفاف نهر الوادي الكبير، حيث تكتظّ الشوارع بالمحتفلين والعربات المزينة بشكل متقن والمغنين والعازفين على القيثارات، ما يدعو السائحين إلى الرقص على وقع الموسيقى الحية!
من جهة ثانية، لا تفوّت في “إشبيلية” زيارة “لا خيرالدا”، الهيكل الوحيد المتبقي من “المسجد الكبير” الذي كان بني في عهد الموحدين في القرن الثاني عشر، بأمر من الملك أبو يوسف يعقوب المنصور الموحدي. علماً بأن المسجد هُدم في ما بعد، لغرض بناء صرح “إشبيلية” الديني الذي أسّسه الأسبان بعد نهاية حكم العرب للمدينة. “لا خيرالدا” عبارة عن برج يصل ارتفاعه إلى 104 أمتار، ويضمّ 35 سلماً تسهّل على الزائرين اعتلاء قمته لإطلالة “بانورامية” على المدينة، خصوصاً أنه واحد من أهم رموز المدينة، منذ العصور الوسطى.
ومن بين فوائد السفر إلى “إشبيلية” في الربيع، قضاء وقت في “متروبول براسول”، قبل زحمة السائحين في الصيف. يقع هذا العنوان في ساحة “لا إنكارناثيون” في “الحي القديم” من المدينة، بين منطقة التسوق الرئيسة في الجنوب وشارع “فيريا” في الشمال، و”بلازا ديل دوكي” في الغرب و”بلازا بونس دي ليون” في الشرق. تمّ وصف “متروبول براسول” بـ”الهيكل الخشبي الأكبر في العالم”، بعد أن صمّمه المهندس المعماري الألماني يورغن ماير هيرمان. ويضمّ الأخير ستة مباني مصنوعة من خشب البتولا المستورد من فنلندا، يتخذ كل منها شكل مظلة عملاقة على هيئة حبة الفطر! يضمّ الهيكل، في الطبقة السفلية منه، متحفاً يعرض آثار الرومان والبربر التي اكتشفت عندما كان يجري حفر المنطقة لبناء موقف للسيارات، فضلاً عن سوق للمواد الغذائية ومطاعم. وفي الطبقة الأولى، مساحة مفتوحة مخصصة للمشي، وفي الثانية والثالثة مجموعة من المطاعم والمقاهي.
يمكن زيارة هذا المجمع العصري، يومياً، بين العاشرة صباحاً والثانية بعد الظهر، وبين السادسة مساءً حتى الثانية عشر في منتصف الليل مقابل دولار ونصف الدولار، فيما الدخول مجاني للمقيمين في المدينة.
من بين النشاطات السياحية الأخرى المقترحة في “إشبيلية”، يمكن استقلال إحدى السفن الحديثة، لمدة 30 دقيقة، في نهر الوادي الكبير، وذلك من الحادية عشر صباحاً حتى الحادية عشر مساءً، انطلاقاً من سفح “برج الذهب”. أثناء الرحلة، يمكن رؤية حلبة مصارعة الثيران والجسور القديمة ومعرض الأيبيرية الأمريكية وأبراج “بلازا دي إسبانيا”.